بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسلامُ على سَيِّدِنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فإن الدَّارِسين للفقهِ المالكي منهم من يَبْدَأُ درسه بـ: «مختصر العلامة الأَخْضَرِيِّ -رحمه الله تعالى-»، ومنهم من يبدأ بـ: «المُقدمة العَشْماوِيَّةِ».
ومنهم من يَحُوزُ الحُسْنَيَيْنِ، ويجمعُ في دَرْسِهِ بين الدُّرَّتَيْنِ، مُقَدِّمًا «مختصر العلامةِ الأخْضَري»؛ لِما فيه من ذكر بعض الأخلاقِ المَرْضِيَّةِ، والمعاني المُسْتَحْسَنَةِ القَلْبِيَّةِ، التي تَمَسُّ قلبَ ورُوحَ الدارسِ لهذا المُخْتَصَرِ. فـ«مختصر العلامة الأخضري» متنٌ فقهيٌ، كُتِبَ بِلسانٍ وحالٍ صوفيٍّ.
وأما «المقدمةُ العشماوِيَّةُ» فالصَّنْعَةُ الفِقْهيةُ فيها أظهر، ويزداد ثَراءُهُ وغِناه بما أُلِّف حوله من شروحٍ وحواشٍ لأَعْلامِ المَذْهبِ -رضي الله عنهم-.
فلأجل ذلك تَوَجَّهَتِ الهِمَّةُ لِخِدْمَتِهما معًا، وجَمْعِهِما في كتابٍ واحد.
أمَّا «مختصرُ العلامةِ الأخضريِّ»، فحققته على أربعِ نُسَخٍ خَطِّيَّةٍ، مع الاستعانة بشرح ابن المُسبح «عمدة البيان»، وشرح الفليسي.
وأما «المقدمةُ العشماوِيَّةُ»، فَحَقَّقْتُها على سِتِّ نسخ خطية، ولمزيد من الضبط قابلتُ المَتْنَ على: «المِنَحِ الإلهية شرح المقدمة العشماوية»، و «الجواهر الزكية في حَلِّ ألفاظ العشماوية»، و «الموارد الشَّهِيَّةِ» للبرهان الشَّبْراخيتي.
مع ضَبْطِهما بالشَّكْلِ، ومُراعاةِ تَفْقيرِ النَّصِّ، مع قليلٍ من التعليقات المُهِمَّةِ.
وكذلك راعتِ الدَّارُ عند طَبْعِها لهذا الكتاب -الجامعِ للمَتْنَيْنِ- وَضْعَ هَوامِشَ مُسَطَّرَةٍ في أَسْفَلِ كُلِّ صَفْحَةٍ وكذلك في الحاشية الخارِجِيَّةِ للصفحة؛ لِيُدَوِّنَ القارئُ ما يحتاج إلى تَدْوينهِ أثناء دَرْسِهِ لهذين المَتْنَيْنِ.
واللهَ الكريمَ أسألُ أن يعين على إخراج المزيدِ مِنْ تُراث السَّادَةِ المالكِيَّةِ -رضي الله عنهم-، على الوَجْهِ المَرْضِيِّ، وأن يجعل كُلَّ ذلك خالِصًا لوجههِ الكريمِ، إنه المولى الرؤوفُ الرحيمُ.
والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ
– الكتاب من مطبوعات دار الصالح-القاهرة.

بقلم جناب المحقق الشيخ محمد عبد الرازق محمد المالكي المصري حفظه الله تعالى.

التعليقات معطلة.