انتشار المذهب المالكي في الامارات العربية المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إنّ المذهب المالكي كان المذهب السّائد في شبه الجزيرة العربيّة ومنطقة الخليج وجنوب العراق بحكم كونه مذهب أقوى الدول التي حكمت المنطقة (في فترة بني جبر ومن بعدهم، وإمارات ساحل الخليج، (بني خالد، وبني ياس، والعتوب، وينظر هل كان مذهب العيونيين؟)، قال الشّيخ د.أحمد بن عبد العزيز الحدّاد: فوضع مذهب مالك في الجزيرة والخليج هو الأصل، لذلك لا يُسأل عن سبب انتشاره فيه، لأنّ ما جاء على أصله لا يُسأل عنه، إنّما يُسأل عما جاء على خلاف الأصل.

وقد ذكرنا أنّ منطقة السّاحل كانت تحت حكم الجبريين من القرن التاسع إلى أواخر القرن الثّالث عشر، وأنّ مذهب الدّولة الجبريّة هو المذهب المالكي، وقد ذكر جيه. سي. ولكنسون.

أنّ المذهب ازدهر في شمال عمان تحت نفوذ الدّولة الجبريّة الّتي كانت تحكم عمان الشّمالي مباشرة.

 قال الشّيخ د.أحمد الحدّاد عن كون حكم الدّولة الجبريّة سبباً في انتشار مذهب مالك: فإنّ هذا وإن كان سبباً وجيهاً من حيث تاريخ الملك والسّياسة، لكنّ النّاس قبل ذلك وبعده ذوي مذهب فقهي بالضّرورة، فما المذهب السّائد لديهم؟ لم يذكر ما يدلّ على تقلّد هذه البلاد المتجاورة مذهباً آخر غير مذهب مالك، فهو مذهبٌ متوارثٌ كابراً عن كابر، ودخول المذاهب الأخرى كان دخولاً عرضياً، فلم يتنازع النّاس مع الدّاخل الجديد، بل تعايشوا معه لأنّ المذاهب الفقهيّة الأربعة كلّها مسالك إلى الجنّة.

وقبيلة بني ياس بمن دخل في حلفها من العشائر والقبائل -والتي برزت كقوة في المنطقة في القرن العاشر الهجري- وشكلت المكون البشري الأساسي والأوسع للمنطقة الجغرافية التي تقع بها إمارتي أبوظبي ودبي، تتعبد الله بمذهب الإمام مالك بن أنس، حتّى أصبح التّمذهب بالمذهب المالكي مرادفاً لانتماء الشّخص للقبيلة عند الكثير من العوام، ويُذكر في ذلك من الطرائف زواج أحد علماء المالكيّة المغاربة من امرأة من دبي حيث قيل لها إنّه مغربي وكان من عادة أهل البلاد ألا يزوّجوا الغرباء فقالت: أليس بمالكي؟ تعني بذلك أنّه ليس غريبا.

المصدر:

كتاب تاريخ المذهب المالكي في الإمارات للشيخ ثاني ابن صقر المهيري نفع الله به.

(المقال تحت التطوير)